انا العليا

الانا العليا ( Ego psychology )



الأنا العليا : هي شخصية المرء في صورتها الأكثر تحفظاً وعقلانية، حيث لا تتحكم في أفعاله سوى القيم الأخلاقية والمجتمعية والمبادئ، مع البعد الكامل عن جميع الأفعال الشهوانية أو الغرائزية • يمثل الأنا الأعلى الضمير، وهو يتكون مما يتعلمه الطفل من والديه ومدرسته والمجتمع من معايير أخلاقية.

 • والأنا الأعلى مثالي وليس واقعي، ويتجه للكمال لا إلى اللذة – أي أنه يعارض الهو والأنا.

ينتج العقل الإنساني عادة الكثير من الأفكار في اليوم الواحد ، غير ان هذه الأفكار ليست جميعها تحظى بالقبول من جهة (الضمير) او ما يصطلح عليه في علم النفس ( الأنا العليا ) فتصادر النسبة غير المرخص بها لتستقر في (السريرة) او (العقل الباطن) فيما يسمح لما تحظى بالترخيص لتأخذ طريقها بالتعبير عن نفسها دون ان يحول دون ذلك سبب أخلاقي .

ومن هنا نجد ان المفاهيم الدينية تحرص ان تقسم النفس الإنسانية إلى قسمين :

القسم الأول : 
ويسمى بـ(العلانية) 
القسم الثاني : 
ويسمى بـ(السريرة)

تصصنيف مرض الانا العليا :
اعجاب بالنفس واغترار بها واعجاب بالغير وهي منتشرة بين شبابنا وترى من يعجب بنفسه يميل إلى الغرور والتباهي والكبرياء ويسعى لتضخيم نفسه أمام الآخرين ويتطلع للفت أنظارهم بأي إنجاز يقوم به ويتفنن في استعراض أعماله وأحواله ويكثر الحديث حول ذلك (بمناسبة وبدون مناسبة) ويهتم بالشكليات والمظاهر وينسب لنفسه حسنات الآخرين وإنجازاتهم ويحسدهم عليها ويغار بدرجة كبيرة من كل من حوله ولا يريد لأحد أن يبرز بجواره وليس مستعد للبذل والعطاء للآخرين علاقاته انتهازية استغلالية تبرز فيها المصلحة الشخصية  ولا يهمه فقد صديق أو خسارة موقف المهم هو تحقيق أكبر قدر من المكاسب الذاتية ولا عبرة بمشاعر الآخرين و أحاسيسهم. 


هؤلاء الأشخاص يعتبرون في الطب النفسي مرضى ( الانا العليا ) وهم رغم الإنجاز الذي يحققونه في الغالب (في المناصب والألقاب والجاه والثروة)
إلا إنهم يعانون داخلياً من عدم الاستقرار النفسي وتقلب المعنويات وسرعة انحرافها وتذبذبها بين التعالي واحتقار الذات وكثيراً ما يمرون بفترات اكتئاب أو قلق أو أرق ونحو ذلك.

مثل هؤلاء ينقصهم الاستبصار بحالهم فهم لا يدركون مدى أنانيتهم وعجبهم ولذا فعلاج هؤلاء صعب جداً، لادواء يمكن ان يعالج هذه العلة ولن تصنع المختبرات دواء يداوي العجب والكبر .

 وفي الغالب لاينفع التوجيه والارشاد والنصح ان لم يكن في ذات النرجسية شيئا من الاستبصار بعلته ومقدار من التدين يمكن معه ان يستبصر به بخطورة العجب والخيلاء والكبر والرياء ويذكر بما جاء في ذلك من الوعيد الشديد في نصوص الكتاب والسنة والكتب العلمية .

وتبقى الوقاية اهم وسيلة للحد من الانا العليا بالتربية السليمة المتوازنة التي تجمع الثواب على الصواب مع العقاب على الخطأ بأسلوب حكيم ومتابعة اسريه واعية تفسح المجال للموهوب لاخراج موهبته وترعاه بالعقل والتوجيه وتجنبه انتقام الذات .

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

انت في اقدم موضوع

قم بالتعليق ...