الفصام التخشبي (الجامودي)

 الفصام التخشبي (الجامودي)


التعريف:

الفصام التّخشّبي هو أحد أنواع انفصام الشّخصيّة الذي يعدّ مرضاً عقليّاً مزمناً فيه يتم تفسير الواقع بشكلٍ غير طبيعي (ذهان). وينطوي الفصام التّخشّبي على تطرّفات في السّلوك، فأحد نقيضي السّلوك هو عدم القدرة على الكلام أو الحركة أو الاستجابة، وفي النّقيض الآخر يكون المريض متحمّساً بدرجة كبيرة أو تكون حركته مفرطة في النّشاط، حتّى أنّه قد يقلّد بشكلٍ لا إرادي أصوات أو حركات الآخرين.

الأعراض:

تتفرّع أعراض الفصام التّخشّبي إلى عدّة فئات من التّصرّفات التّخشّبية، والتي تتضمّن ما يلي:

الجّمود البدني :
قد يعجز المريض كليّاً عن الحركة أو التّحدّث أو قد يحدق النّظر ويبقي في وضعيّةٍ جامدة ويبدو غير واعٍ بما يحيط به (ذهول تخشّبي) كما قد يصاب بشكلٍ من الجّمود الذي يُعرَف بالمرونة الشّمعيّة. فعلى سبيل المثال، إذا تحرّكت يده إلى وضعيّةٍ معيّنة فإنّها قد تبقى على هذه الوضعيّة لساعات.

الحركة المفرطة:
عوضاً عن عدم القدرة على الحركة، قد يتحرّك المريض بطريقةٍ حماسيّة والتي يبدو أن لا هدف لها. فقد يتحرّك بجنون أو يدور في دوائر أو يفتح ذراعيه أو يصدر أصواتاً عالية.

المقاومة الشّديدة:
قد لا يستجيب المريض للتّعليمات، وقد يرفض أيّة محاولة للتحرّك أو قد لا يتكلّم على الإطلاق.

الحركات الغريبة:
قد يقوم المريض بعمل وضعيّات غير ملائمة أو غير عاديّة أو يكشّر لفترات طويلة أو يعتمد سلوكيّات غير عاديّة، كما قد تكون له عاداتٌ تٌعرَف بالسّلوكيّات النّمطيّة، والتي تتضمّن تكرار الكلمات واتّباع روتين معيّن بشكلٍ هَوَسي أو ترتيب الأشياء دائماً بنفس الطّريقة تماماً.

تقليد الكلام أو الحركة:
قد يقول المريض بشكلٍ متكرّر الكلمة التي لفظها توّاً شخصٌ آخر (لفظ صدودي، ترديد كلام الآخرين) أو ينسخ ملامح وجه أو حركة شخص آخر بشكلٍ متكرّرٍ أيضاً (أداء صدودي).

أعراضٌ أُخرى للفصام الجّامودي
بالرّغم من أنّ الأعراض الرّئيسيّة للفصام الجّامودي هي السّلوكيّات الجّاموديّة، إلا أنّ المريض قد يعاني من أعراضٍ أُخرى من أعراض الفصام، والتي تتضمّن ما يلي:

  • وجود معتقدات لا تعتمد على الواقع (أوهام)
  • رؤية أو سماع أشياء لا وجود لها (هلوسة) وخاصّةً الأصوات
  • حديث غير مفهوم
  • إهمال النّظافة الشّخصيّة
  • نقص العواطف
  • مشاعر غير مناسبة للموقف
  • نوبات الغضب
  • مشاكل في الأداء في المدرسة أو العمل
  • عُزلة اجتماعيّة
  • حركات خرقاء وغير متناسقة


وإذا كان المريض غير مستعدٍّ للحصول على العلاج، يجب عليه أن يكون جريئاً بما يكفي ليثق بشخصٍ ما، سواء كان صديقاً، أو شخصاً يحبّه، أو أخصّائي العناية بالصّحّة، أو قائد روحي، أو شخص آخر يثق به. فقد يساعد ذلك الشّخصُ المريضَ على اتّخاذ أوّل خطوات العلاج النّاجح.

مساعدة المصاب بالفصام الجّامودي:

يمكن للمرء أن يجري نقاشاً مفتوحاً وصريحاً عن مخاوفه، إن كان ذلك ممكناً، وذلك إذا كان لديه شخصاً يحبّه يُشتبَه بإصابته بأعراض الفصام الجّامودي. وقد لا يتمكّن من إجباره على السّعي من أجل مساعدة أخصّائي ، إلا أنّه قد يوفّر التّشجيع والدّعم ويساعد الشّخص الذي يحبّه على إيجاد طبيب كفؤ أو أخصّائي الصحّة النّفسيّة. وإذا ما وجد شخصاً من المقرّبين لا يستجيب أو في حالة فصام جامودي واضحة، فيجب عليه الاتّصال بالطّوارئ المحليّة أو أخذ المريض إلى المشفى، ففي بعض الحالات، يتوجّب الدّخول الطّارئ إلى المشفى لتلقّي العلاج.

الأسباب :

يبقى سبب الإصابة بالفصام الجّامودي غير معروف، ولكن تقترح كميّةٌ متزايدة من الدّلائل أنّ هذا المرض وأنواعٌ أُخرى من انفصام الشّخصيّة تحدث بسبب اختلالٍ وظيفي في الدّماغ. إلا أنّ سبب وكيفيّة حدوث هذا الاختلال الوظيفي لا يزال تحت الدّراسة.

ويُعتَقد أنّ تداخل الجّينات (المورّثات) والبيئة قد يؤدّي إلى هذا الاختلال الوظيفي في الدّماغ. كما قد تسهم مشاكل في مواد كيميائيّة معيّنة في الدّماغ والتي تُدعى (النّاقلات العصبيّة) في الفصام الجّامودي، وتظهر دراسات الصّور اختلافات في بنية الدّماغ عند المصابين بانفصام الشّخصيّة، إلا أنّ الباحثين ليسوا متأكّدين بعد من أهميّة هذه التّغيّرات.

  • أن يكون لدى المرء تاريخٌ عائلي للإصابة بالفصام
  • التّعرّض للفيروسات أثناء التّواجد في الرّحم
  • نقص التّغذية أثناء التّواجد في الرّحم
  • ظروف حياة متوتّرة
  • التّعرّض لصدمة أو إساءة في الطّفولة
  • كبر سن الأب
  • تناول العقاقير ذات التّأثير النّفسي أثناء فترة المراهقة
  • يظهر انفصام الشّخصيّة عادةً بين سنوات المراهقة ومنتصف الثّلاثينيّات من العمر.


المضاعفات والعلاج

المضاعفات:
  1. عند عدم معالجة الفصام الجّامودي، فقد ينجم عنها مشاكل عاطفيّة، وسلوكيّة، وصحيّة، وحتّى قانونيّة، وماديّة؛ والتي قد تؤثّر على كلّ جزءٍ من حياة المريض. وتتضمّن المضاعفات التي قد يسبّبها الفصام الجّامودي أو يترافق معها ما يلي:
  2. أفكار أو سلوك انتحاريين
  3. سلوك مدمّر للذّات
  4. نقص تغذية
  5. عدم الاعتناء بالنّظافة الشّخصيّة
  6. الاكتئاب
  7. سوء استخدام الكحول، أو العقاقير، أو الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبيّة
  8. الفقر
  9. التّشرّد
  10. الدخول إلى السّجن
  11. المشاكل العائليّة
  12. عدم القدرة على العمل أو الذّهاب إلى المدرسة
  13. كون المريض ضحيّة جريمة عنيفة أو مرتكب هذه الجّريمة
  14. أمراض القلب، والرّئتين التي ترتبط بالتّدخين


العلاج:

الفصام الجّامودي هو حالةٌ مزمنة تتطلّب علاجاً لمدى الحياة، حتّى في الوقت الذي يشعر فيه المريض بالتّحسّن وتهدأ الأعراض. وقد يكون العلاج صعباً لأنّ المريض قد يشعر بأنّه لا يحتاج إلى العلاج، كما قد يرفض اتّباع تعليمات العلاج. إلا أنّ العلاج الفعّال قد يساعد في السّيطرة على الحالة ويجعل حياة المريض أكثر سعادةً وصحّة.
وعموماً، فإنّ خيارات العلاج متشابهة بالنّسبة لجميع أنواع انفصام الشّخصيّة، إلا أنّ أسلوب العلاج المحدّد والأفضل بالنّسبة للمريض يعتمد على حالته وشدّة الاعراض.

العلاج النّفسي للفصام الجّامودي:

بالرّغم من أنّ الأدوية هي حجر الأساس لمعالجة الفصام الجّامودي، إلا أنّ العلاج النّفسي مهمٌّ أيضاً، إلا أنّه قد لا يكون ملائماً بالنّسبة للجّميع، وخاصّةً إن كانت الأعراض أشدّ من أن يتمكّن المريض من الإشتراك في علاجاتٍ تتطلّب التّواصل، ويتضمّن العلاج النّفسي ما يلي:

العلاج الفردي:
قد يساعد العلاج النّفسي بمساعدة أخصّائي الرّعاية العقليّة المحترف على تعلّم المريض طرقاً للتّأقلم مع التّوتّر وتحدّيات الحياة اليوميّة التي تحدث بسبب الإصابة بمرضٍ عقلي مزمن كالفصام الجّامودي. وقد يساعد العلاج على تحسين مهارات التّواصل والعلاقات وقدرة المريض على العمل ويحفّزه ليلتزم بخطّة العلاج. يساعد تعلّم بعض الأشياء عن الفصام الجّامودي في فهم المرض أكثر والتّأقلم مع الأعراض التي قد تطول وفهم أهميّة تناول الأدوية، كما يساعد العلاج المريضَ على التّأقلم مع السّمات المحيطة بالفصام الجّامودي.

العلاج العائلي:
يستفيد كلٌّ من المريض وعائلته من العلاج الذي يوفّر الدّعم والتّثقيف للعائلة، وهنالك فرصةٌ أكبر لتحسّن الأعراض إذا كان أفراد العائلة يفهمون حقيقة المرض وبإمكانهم التّعرّف على حالات الشّدّة التي قد تسبّب النّكس وبإمكانهم أن يساعدوا المريض على الالتزام بخطّة علاجه. كما يساعد العلاج العائلي في تواصل المريض مع عائلته بشكلٍ أفضل وأن يتفهّموا النّزاعات العائليّة، ويساعد هذا العلاج أيضاً أفراد العائلة على التّأقلم وعلى الحدّ من قلقهم بسبب حالة المريض.

التّدريب على المهارات الاجتماعيّة والمهنيّة للمصابين بالفصام الجّامودي:
إنّ هذا التّدريب ليعيش المريض بشكلٍ مستقل هو جزءٌ مهم من التّعافي من الفصام الجّامودي. ويمكن للمريض، بمساعدة معالج، أن يتعلّم مهاراتٍ كالاعتناء بالنّّظافة الشّخصيّة، والطّبخ، والتّواصل مع الآخرين بشكلٍ أفضل. وهنالك برامج في كثيرٍ من المجتمعات تساعد المريض في العمل، وفي المنزل، وفي وقت الأزمات. ويمكن للمريض أن يطلب من الطّبيب المساعدة في الحصول على شخص يساعده في تدبير تلك الأمور.



شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

قم بالتعليق ...